واعتبر الشيخ نبيل الحلباوي في حديث لوكالة مهر للأنباء بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع)، أن في هذه الدنيا ظالمٌ ومظلومٌ ولا شك أنه خير للإنسان أن يكون مظلوماً من أن يكون ظالماً، منوهاً بأن هناك لقب ينبغي ألا يقبل الإنسان أن يتصف به وهو أن يكون منظلماً، يقبل الظلم ويخضع ويخنع للظالم، فالشيء المهم في المسألة هو كيف توظف مظلوميتك من أجل أن ترقى بنفسك وتحقق لها التكامل والسمو.
وذكر الشيخ السوري قول غاندي الفيلسوف والقائد الهندي الكبير عن درس تعلمه من الحسين (ع) يقول: "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر".
وأضاف إمام وخطيب مقام السيدة رقية (ع) إن المظلومية المنتصرة هي التي ترقى بالإنسان إلى أعلى عليين، معتبراً أن اتباع أهل البيت مظلومين في هذا الزمان، وأعدائهم كثر، قائلاً: تقلب علينا أشرار الناس من مستكبرين ومستعمرين ووهابيين وحاقدين وكادوا لنا ودمروا بلادنا ومزقوا نسيجنا الاجتماعي، فإنها ثورة الدم على السيف وحين يقدم المظلوم دمه ويوظف هذا الدم تجاه القيم، تجاه الدين، تجاه الإيمان، تجاه المثل العليا حينها يستطيع أن ينتصر على عدوه.
وبين الشيخ حلباوي إن دليل ذلك أن نرى أولئك الظالمين الذين ظلموا أهل البيت (ع) كيف كان مصيرهم وكيف نسخوا ولعنوا وطردوا من التاريخ، متسائلاً أين هم؟ أين آثارهم؟ ماذا بقي لهم؟
وعند سؤاله عن مظلومية السيدة رقية (ع)، أوضح الشيخ حلباوي إنها طفلة صغيرة للإمام الحسين(ع) يعيش في رحابها وينعم من أسرارها وبركاتها كل من يزوها، مشيراً إلى مقامها العظيم يشع نوراً وعلماً وفكراً وروحانيةً ومعنويات رائعة وعظيمة، معتبراً إن هذا درس في الحياة الدنيا فما بالنا بما يكون في الآخرة.
وتطرق إلى المشاركة الجماهيرية الحاشدة التي تشهدها مسيرة الأربعين موضحاً إن عشق الإمام الحسين(ع) هو صدى لما قاله عباس في ساحة كربلاء "حب الحسين أجنني" يعني هذا الحب يملك على الإنسان وجوده وحياته ومشاعره، وبالتالي فإنه يرتقي به إلى أعلى درجات العشق والوله والشغف بالحسين(ع) وبالطبع بقيم ثورة الحسين(ع)، باستمداد هذه الثورة من الرسول(ص) "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً".
وأشار الشيخ حلباوي إلى استقبال مقام السيدة رقية (ع) حشود من زوار الأبعين الذين قدموا من سوريا وخارجها لأحياء ذكرى الأربعين، مضيفاً أن لا شك في أن هذا الإقبال الذي نجده في هذه الأيام وبعد سنوات طويلة من المعاناة في سوريا من قبل حشود الزائرين لإحياء أربعين الإمام الحسين في الشام في مقام السيدة زينب والسيد رقية عليهما السلام هو مؤشر مهم وخطير ليعرف العالم أن حب الحسين(ع) لن تستطيع قوة في الأرض أن تقتلعه من النفوس وسيبقى يتوهج ويتألق أكثر فأكثر، فأربعين الإمام الحسين هو أشبه بالمعجزة من حيث الأعداد والتنظيم والخدمات فضلاً عن الجانب الروحي.
وأكد إمام وخطيب مقام السيدة رقية (ع) في ختام حديثه إلى أن هذه المقامات الشريفة ستبقى دائماً وأبداً تشع في الزمان وتشع في المكان وتشع على امتداد دائرة الإنسان، لتكون المدرسة العليا للتكامل الإنساني للفرد والمجتمع، بل هي طريقٌ إلى الجنة والسعادة في الآخرة إن شاء الله. /انتهى/
اجرت الحوار: صفاء صندوق
تعليقك